كيفية الهجرة من سوريا إلى أوروبا: قصة ناجي عبر دبي

فين إقامة؟ مين كفيل مال انت؟

بهذه الكلمات بدأ ناجي أولى خطواته في مطار دبي،حيث كان يبحث عن أمتعته عندما طلب من شخص مساعدته, رجل يرتدي بدلة ويحمل جهاز اتصال , فسأله ناجي اين يمكنني ايجاد امتعتي ؟ فرد الرجل : فين أقامة؟ مين كفيل مال أنتا؟ ابتسم ناجي ابتسامة متوترة وهو يقدم جواز سفره ووثيقة الفيزا للرجل قائلاً: "هذي الفيزا تبعي ، أنا اول مرة بسافر ا." نظر الرجل إلى الأوراق واخذ من يده اخر وقة وهي تكت الطائرة وأشار إلى خط مرسوم على الأرض قائلاً: "كله زين، سير سوا سوا خط " مشيرا للخط المرسوم على أرض المطار الذي يقود لحبل الامتعة

مرّ ناجي بتجارب عديدة وصعوبات لا تُحصى ليصل إلى هذه اللحظةوهذا المكان . وها هو الآن يسير في مطار دبي، حاملاً معه أحلامه وآماله بحياة جديدة. لم يكن ناجي يعلم ما الذي ينتظره في هذه المدينة، لكنه كان يعلم أنها محطة أخرى من مئات المراحل في رحلته نحو حياة أفضل.

كان ناجي يرى في دبي مدينة الأحلام، حيث تتعايش الثقافات وتزدهر الفرص. وعلى الرغم من ذلك، كانت دبي بالنسبة له مجرد محطة، مكان يجمع فيه القوة والخبرة ليبدأ رحلته إلى هدفه في الهجرة إلى أوروبا.

كان شاباً سورياً يافعاً، يعيش في دمشق، المدينة التي عشقها وأحبها، لكنه اضطر لمواجهة قسوة الحياة من سن مبكرة. كان يعمل في أحد المطاعم، يقضي أكثر من 16 ساعة يوميًا بين جدران المطعم المزدحمة، حيث يتصاعد البخار في الهواء وتغمر رائحة الطعام المكان. لم يكن يعمل فقط من أجل المال، بل كان يسعى وراء حياة كريمة له ولأسرته، يحلم بيوم يجد فيه الوقت لراحة باله ولقضاء لحظات هادئة مع أحبائه.

لكن الأحلام في دمشق باتت تتلاشى بسرعة مع حلول عام 2011، حين بدأت الحرب في سوريا، محطمة كل شيء. باتت المدينة التي كانت نابضة بالحياة مكانًا للخوف والدمار. كانت أصوات القصف والانفجارات تُخمد أمان القلوب، وتحول العمل في المطعم إلى نضال يومي للبقاء على قيد الحياة. في تلك الأوقات العصيبة، كان ناجي يعاني من ضغوطات تفوق الوصف، لم يكن فقط قلقاً على نفسه بل كان يحمل في قلبه هموم عائلته والمستقبل المظلم الذي ينتظرهم.

حاول ناجي بكل طاقته البحث عن سبيل للهرب من هذا الجحيم. كان كل شيء صعباً، وأبواب الخروج موصدة في وجهه. لكن بعد محاولات مضنية، وبعزيمة لا تنكسر، حصل على فيزا إلى الإمارات. لم تكن هذه الفيزا مجرد وثيقة سفر، بل كانت أملاً جديداً في حياة آمنة. لكن الثمن كان غاليًا. باع ناجي كل ما يملك، من ممتلكات ومدخرات وحتى أحلامه، ليدفع تكاليف السفر. كان يقف أمام داره في لحظة وداع، يشعر بثقل القرارات التي اتخذها، ويحمل في داخله ألمًا لا يوصف.

تمامًا كما فعل نجيب في مقدمة فيلم "حياة الماعز"، عندما باع جزءًا من ممتلكاته ورهن بيته ليحصل على فيزا عمل ويغادر إلى السعودية، لكن قصة ناجي كانت أقسى. لم يكن الأمر يتعلق فقط بتضحية مادية، بل كان هناك خوف أكبر، كان هناك هروب من حرب تهدد كل شيء. باع ناجي روحه وراحته من أجل أن ينقذ نفسه وأحباءه.

وصل إلى الإمارات، حاملاً معه ذكريات مؤلمة من دمشق، وآمالاً معلقة في السماء. عاش هناك، يعمل بجد لبناء حياة جديدة، لكنه كان دائمًا يشعر أن هذا ليس نهاية المطاف. كان ينظر إلى الأمام، يبحث عن أفق أوسع، عن مكان يمنحه الطمأنينة والاستقرار. لم يكن يبحث فقط عن المال أو النجاح، بل عن السلام الداخلي الذي طالما اشتاق إليه، وكان يعلم أن هذا السلام لن يجده إلا في مكان يمنحه الحرية والأمان بعيداً عن كل الذكريات المؤلمة.

مرّت الأيام والأسابيع، وتحولت السنوات إلى مجرد أرقام، لكن الحلم ظل حيًا في قلب ناجي. خلال تلك السنوات، جمع ناجي كل قرش استطاع توفيره، وعمل بجد ليحصل على فيزا شنغن. كان يعلم أن الخطوة التالية ستكون الأصعب، ولكنها أيضًا ستكون الأكثر إشراقًا لولا الاف الفيز المرفوضة وتلك القصص ابعدت حمله بالوصول لـ أوروبا على قيد الحياة وبأت افكارت تذلك للهجرة عبر قوارب الموت وسط البحر الذي لا يرحم.

استسلم ناجي للتعب والارهاق فما وجد بنفسه الا وهو واقف مرة أخرى في المطار، هذه المرة ليس في مطار دمشق ولا في مطار دبي، بل كان يستعد للسفر إلى أوروبا، حيث كان يأمل أن يبدأ حياته من جديد. مشاعر الفرح والخوف اختلطت في قلبه، لكنه كان يعرف أن الرحلة الحقيقية قد بدأت لتوها نحو أوروبا وها قد بدأ يذاع بمكبرات الصوت اسماء الرحلات الى أوروبا. ماذا؟ لحظة، هل هذا ما اسمعه؟ نعم يبدو انا اصوات مكبرات الاذان من المسجد القريب وقت افاقت ناجي من حلمه الذي لايزال حلم وها قد حان موعد العمل مرة أخرى.

وللقصة تكملة...

 

مستقبل ناجي ما زال مجهولًا، والأحداث القادمة قد تحمل في طياتها تحديات جديدة أو فرصًا كبيرة. هل سيصل أوروبا؟ وكيف؟ تابعوا لتعرفوا ما سيحدث لاحقًا في رحلة ناجي الطويلة نحو الأمان والاستقرار.

أكتب اي تعليق ليصلك أشعار بالجزء الجديد

 

حقوق النشر فقط لموقع مقيم أوروبا © 2024 - جميع الحقوق محفوظة.